يمتلك الوجه البشري الكثير من الطاقة التعبيرية , الذي طوعته الحركات الفنية المتعددة على مر السنين ليكون الوثيقة الابرز في عالم اللون والفضاء, والوجه هو الموضوع الاكثر الفة وقربا رغم محاولات الفنانين في الاشتغال المتكرر على تطويعه واحيانا كثيرة تشويه عالمه تبقى الرسائل التي ينقلها الينا هي الاكثر دفئا , هذا ما احسست به وانا اقرأ وجوه رؤى البازركان مستلا قراءتي من اعمالها,هذه الوجوه حظيت بتعاطفي معها من اول نظرة, وجوه يكتسب فيها التنوع اللوني الفة ونقاء..وكأنها احلام قادمة من عالم الطفولة المشاكس الرحب وانا اؤمن ان تنوع الالوان في العمل الفني يعني طفولة يقظة, وهذا التنوع اللوني الذي فرض سياقه على لوحات رؤى البازركان فهي تعلن عن جراحاتها مرة واحدة في وجوه يبحث فيها اللون عن ملامح الانوثة المجروحة لشفاه منكسرة تعلن عن سخريتها من الوجود البالي ولا سخرية بدون جرح , حيث تتمرد فرشاتها مستنفر اللون الاحمر الانثوي الطاغي بفرض سيطرته على منطقة الشفاه بلا منازع ولا يكتفي بهذه المنطقة حيث يتدفق بخبث منها على المساحة البيضاء لينتهك نصاعتها ونقاءها في وجه ارادت ملامحه ان تفرض ايقاعاتها كل على حدة حين نرى الصرامة والهدوء في وجوه اخرى من حيث اختيار الانسدال الموسيقي الهادر اللون ليتدفق بحرية وعنفوان فالوانها لا تنعزل عن عالم الوجوه لكن تحاول ان تكمل صورتها , ربما ارادت ان تقول : انني صارمة من نوع آخر.لكنني انا المتأمل اين ستستقر عيوني... لاتساءل لماذا العيون المغلقة؟ ماذا تخبيء رؤى البازركان؟ ... اراها مسكونة بفوضى الاحلام المتدفقة من كل مكان لتخلق نسيجا رخاميا عذبا, لا يكتفي بالمساحات اللونية العابثة ولا في فوضى تجاورها ,حتى بقعها الصغيرة الناتئة تكون غاضبة لتسلب هدوء الوجه. ولكن تبقى ضربة الفرشاة لتكسر الايقاع, ضربة تمرد لتشتت الانتباه عن تلك العيون المثقلة بالانفجارات الحلمية البعيدة.
واسترسل في التأمل مأخوذا الى هذه الرقبة المنحنية, توقد التكهنات في مخيلتي والتي تعاملت رؤى معها بجرأة تذكرني بمارك شاغال الا انني لا اعرف لماذا عنت في خاطري لوحة مادونا برقبة طويلة لتنتوريتو وربما لان ماتوحي به من الدلال الانثوي اقرب لمادونا من نساء شاغال الهائمات في فضاء القماشة خارج القوانين البصرية...
تبقى وجوه رؤى البازركان ذاتها برصانتها وكما اطلعتنا لوحاتها تخبئ تمردا حذرا وتوقا يصارع خلفية ارستقراطية صارمة.. ونتيجة الصراع كانت في صالح التمرد الذي جنح بالوانها الى ضفة الجمال.
د. فائز يعقوب الحمداني
واسترسل في التأمل مأخوذا الى هذه الرقبة المنحنية, توقد التكهنات في مخيلتي والتي تعاملت رؤى معها بجرأة تذكرني بمارك شاغال الا انني لا اعرف لماذا عنت في خاطري لوحة مادونا برقبة طويلة لتنتوريتو وربما لان ماتوحي به من الدلال الانثوي اقرب لمادونا من نساء شاغال الهائمات في فضاء القماشة خارج القوانين البصرية...
تبقى وجوه رؤى البازركان ذاتها برصانتها وكما اطلعتنا لوحاتها تخبئ تمردا حذرا وتوقا يصارع خلفية ارستقراطية صارمة.. ونتيجة الصراع كانت في صالح التمرد الذي جنح بالوانها الى ضفة الجمال.
د. فائز يعقوب الحمداني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق