الجمعة، 30 يناير 2009

الرسامة العراقية سوسن الصراف


تجمع الفنانة المبدعة سوسن الصراف القادمة من ارض الرواء والخصب بين الرسم والنحت وتصميم المجوهرات في ايقاع متناغم.
وسوسن الصراف حاصلة على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة كونكورد في كندا واشتركت في معارض مختلفة حول العالم وتعرض اعمالها على المواقع الالكترونية الفنية. والصراف احدى مؤسسات جمعية التراث والثقافة العراقية في كندا وتعمل في تدريس الفن والرسم.. "العرب اليوم" التقتها وحاورتها حول اعمالها وامانيها:
* ما هي الخامات التي تستخدميها في اعمالك؟
-اجمع في أعمالي الفنية بين الرسم والنحت, فاستخدم ألوان الأكرليك في لوحاتي لتمنحها الحرارة والقوة واما منحوتاتي فهي من الحجر. وقد ركزت في معرضي الأخير على ما يدعى بالتكوينات " Installations " التي تعتمد على مواد من البيئة الطبيعية اعمل على اعادة تدويرها وخلق عمل فني منها واهمها مادة "Karab" التي تستخرج من جذوع النخيل.
ولا اعتبر المجوهرات التي انظم أحجارها مجرد إكسسوارات بل هي قطعة مستقاة من الطبيعة ومتشربة بالإبداع والابتكار الفني الذي يعيد انتاج الخاما
ت الطبيعية ويضيف لها روحا جمالية جديدة.
ويعكس ثالوث النحت و الرسم والتكوين اهتمامي بالعناصر الطبيعية لما فيها من روحانية احرص على ابرازها في اعمالي.
* ما هي الموضوعات او الرسالة التي تطرحينها من خلال المنحوتات والرسومات؟
- لا احبذ ان تكون الرسالة التي اضمنها في اعمالي الفنية مباشرة, ولكن اتركها مفتوحة للجمهور على اختلاف مشاربهم الفنية مما يولد اختلافا في التذوق الفني وتفسير المقصد من المنتج الإبداعي. فأنا أحب أن استمع إلى أراء الجمهور..ولكن رسالتي تعود في جذورها الى الاهتمام بالروحانيات و لهذا تستهويني قراءة كتابات جلال الدين الرومي احد رواد الفن الصوفي, كما اعشق روايات و كتب جبران خليل جبران الذي يشبهني في تجربة الهجرة من وطني الأم الى كندا وأوروبا. ولكن غربتي لم تشعرني بكآبة لما أتمتع به من مرونة قدرة على التأقلم مع المحيط.كما دفعتني الى الإبداع والاستفادة من الحضارات والخبرات الفنية الغربية ونقلها برؤية شرقية الى المنطقة العربية.
* لكل فنان رؤية.ما هي رؤيتك الفنية؟
تتمثل رؤيتي الفنية في السعي الدؤوب في البحث عن هويتي واثباتها من خلال الرسم او النحت او التكوينات وحتى المجوهرات الى جانب المحافظة على البيئة خاماتها التي اعمل على اعادة خلقها كما اشرت سابقا.
* ما هي المدارس الفنية التي اثرت في نتاجك الفني؟
- اطلاعي على المدارس الفنية الغربية خلال وجودي في اوروبا وكندا زاد من خبرتي و نضوجي الفني ومكنني من تطعيم لوحاتي ومنحوتاتي بالعنصر الجمالي الذي تتناسب مع بيئتنا وثقافتنا الشرقية. ولعل هذا ما يجعلني دائما اعود الى جذور الفن العراقي المتأصلة في داخلي وتجدها تتجسد في أعمالي من دون تعمد مني.
* في اي ركن من أركان ثالوثك الفني تجدين نفسك أكثر؟
- اجد اللذة والمتعة في النحت والتكوينات الفنية اللذين يمنحاني الفرصة في سبر أغوار ذاتي بوضوح من خلال تحسسي لل
مادة التي ارغب في صياغتها في منحوتة او اي تكوين هادي وبصري وإخراجها في صورة ثلاثية الأبعاد بعيدة عن التسطيح.
* ما الذي دفعك لمهنة تدريس الفن؟
- رغبتي في الاحتكاك بشرائح المجتمع المختلفة ومشاركتهم بخبراتي ومعارفي هو ما دفعني للتدريس. كما وفر التدريس فرصة لمعرفة ما يجذب الناس الى الفن بشكل عام و يجعلني أكثر ارتباطا بالمنطقة التي أعيش بها.
وقد عملت على تدريس جميع الفئات العمرية التي لديها الرغبة في اكتساب مهارة الرسم, فبدأت بدمج الصغار الذين يمتلكون فطرة خلاقة ومبدعة مع الكبار بخبرتهم الطويلة وحاولت ان ابني جسورا للحوار والابداع بينهم. ثم درست الشباب من سن 20-30 سنة لاحساسي بطموحهم الجامح و رغبتهم بالتعبير عن انفسهم بغير الكلمة.

العرب اليوم - هبه زهدي

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...