فنانة عراقية تتطرق للقضايا الإجتماعية والنفسية ،تعبر من خلال المرأة عن مأساه وطنها ، رؤى البازركان التي تعرض تجربتها "اغتراب" عنوان معرضها الجديد بجاليري السلام بالمعادي تحت رعاية قناة البغدادية, والذي تحدد ريعه لأطفال العراق المصابين بسبب الاحتلال الأمريكي.
محيط : رهام محمود
في تجربة تصل نحو أربعين عملا استخدمت البازركان التقنيات المختلفة في لوحاتها, التي تضمنت موضوعات متنوعة عن مأساة العراق, فقد اختلفت أحجام اللوحات في هذا المعرض, كما تحررت الفنانة في بعضها من الإطار الخارجي, وكذلك في البعض الآخر خرجت اللوحة من نطاق البرواز لتستكين على إستاند يساعد المشاهد في رؤيته عند الجلوس.
تقول الفنانة: اخترت المرأة للتعبير عنها في ظل هذا الجو المظلم الذي يشوب العراق, وكانت رأسها هي التي تحمل الأفكار والأحداث المؤلمة والحزينة, لذلك رسمته بأشكال مختلفة في كل لوحة, فالرأس دلالة الفكر والعقل.
وتضيف: وقد ظهرت نساء لوحاتي مهمشات رمزا للوطن المقسم, الذي يملأة الشظايا والإنفجارات, فصورت أجزاء متنافرة من الجسد المهشم نتيجة قصف النار المكثف.
استخدمت رؤى الألوان الزيتية والأكليرك في أعمالها, وأضافت الملامس على بعض اللوحات, كما تعددت المستويات في البعض الآخر الذي صاغته عن طريق عجينة خاصة بها "كونتها من مواد متعددة مختلفة لم تتأثر بتغيرات الجو".
في لوحة حولت الفنانة شعر الفتاة إلى ألوان متنوعة تشبه الزهور, كناية عن الأفكار الملونة التي نشأت وتزاحمت داخل رأسها فلكل فكرة لون, وكانت نسائها تغمض أعينهن التي أرهقت من النظر لتلك الوجوه القاسية التي تتسبب في هذه الحروب, فنرى واحدة شعرها غير ممشط تتكيء برأسها على راحة يدها في "انتظار حالم" فقد تحول زيها إلى كتل لونية متحجرة, يشوب خلفها اللون الأحمر الدموي فهي تغمض عينيها لعدم إستطاعتها على استمرار النظر والمقاومة, فهي تحلم وتنتظر خروج عاجل من هذه الأزمة.
اما في "صمت الاغتراب" اختلفت التكوينات اللونية الحمراء الدموية التي تشوب خلف الفتاة لتصبح في جو لوني هاديء, فهي تتكيء برأسها أيضا على راحة يدها, ولكنها خرجت من الزي المتحجر لتقف خلفه مباشرة, فهي هادئة. ناعمة. شعرها ممشط تغمض عينيها في صمت.. مغتربه في مكان آخر بعيدة عن حالة الزعر التي أنتابت وطنها, ولكنها لم تنسى مشاهد الحرب القاسية التي تزاحمت برأسها.
شاهدنا نسائها تبكي دون دموع في بعض لوحاتها, فالفنانة تهتم بإظهار إنفعالات الوجه الذي يستشعره المتلقي فور رؤية اللوحات التي يغلب عليها الدمار النفسي, فالفنان قادر على رصد مشاعره بريشته, وتحدي الحروب والأزمات.
وقد تجرد هذا الشكل النسائي في بعض اللوحات إلى أوراق من الشجر, فهذه النباتات رمزت إلى عمر الإنسان, ومدى الترابط بين الأشخاص, والعلاقة بين الرجل والمرأة.
جمعت الفنانة ثلاثة لوحات صغيرة في إطار واحد بدلا من صياغة لوحة كبيرة, فهي وافقت بين هذه اللوحات المتقطعة التي ترمز إلى التفكك والتقسييم والأشخاص المبعثرين على أراضي العراق, لتكون في لوحة واحدة ذات إطار واحد يجمع بين أشلاء الوطن المتناثرة.
حصلت الفنانة على بكالوريوس فنون جميلة, ودبلومة إرشاد إجتماعي, أقامت الفنانة العديد من المعارض بصنعاء وبغداد, كما شاركت في أغلب المعارض الجماعية التي أقيمت بالعراق, تعمل كمذيعة بالقناة البغدادية التي قالت بمناسبة هذا المعرض: تواصلا مع النهج القويم الذي اختارته لنفسها قناة البغدادية الفضائية منذ إنبثاقها في دعم وإثراء المسيرة الفنية والأدبية والاجتماعية, فإنها ماضية قدما في إحتضان المزيد من المواهب المعطاة, التي تهتم بشأن العراق وتجسد حب ومعاناة أبنائه جراء الاحتلال في إعمالها.
الرابط : http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=1541&pg=8
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق