الاثنين، 12 يناير 2009

الرؤية الواقعية مع النزوع بأتجاه مساوقة جمالية


فكرة التعبيرية التي اعتمدتها رؤى البازركان في الاساس هي ان الفن ينبغي ان لا يتقيد بتسجيل الانطباعات المرئية, بل عليه ان يعبر عن التجارب العاطفية والقيم الروحية, فهي بهذا المعنى تسعى الى ما وراء القناع الذي تستتر وراءه الاشياء في الطبيعة. ومن هنا كانت تهدف الى التعبير عن كل شيء حيث ان المتلقي لايمكنه الفصل بين الاحساس التي تكنه للحياة وبين طريقتها في التعبير عنه, فالتعبير عند الفنانة لايتضمن العاطفة المترسمة على وجه الانسان او تلك التي تفضحها حركة عنيفة, فأن التركيب بأجمعه تعبيري ,والملاحظة الاساسية التي تحسب لصالح رؤى البازركان انها اختلفت عن سواها من الفنانين الذين ركزو على رسم الطبيعة في لوحاتهم المائية, اذ اشتغلت على موضوعات اخرى قل ما عولجت بالرسم المائي. وكان المكان الذي تشغله الاشياء او الاشكال, المساحة الفارغة حولها كل يؤدي دوره.. كما ان الاشكال في اعمال رؤى البازركان مترجمة الى ايقاعات خطية بحرية الالوان محررة من اية وظيفة زخرفية انها كما قال ماتيس (تغني معا مثل الاوتار في الموسيقى).. و رؤى اولت انبساطية الصورة جل اهتمامها دائما كل شكل له علاقة بشكل او باخر بسطح الصورة , ويؤدي الانعكاس في هذا دورا رئيسيا, قد تصف الاشكال المستطيلة الفراغات لا الاشياء الصلدة وقد يمتد اللون فوق الصورة كلها موحدا الاعلى بالاسفل والخلف بالامام وبمستويات مسطحة غير معتدلة, ومن اللون الوهاج حققت رؤى ذلك التآلف بين السطح والفضاء, ويغلب على اعمالها الرؤية الواقعية مع النزوع باتجاه مساوقة جمالية ازاء صيغ التعبيرية التجريدية فهي قد تعاملت مع (كاركتر)الوجوه الانسانية ضمن اطار تمويهي يبتعد عن التشخيص الاكاديمي الصرف حيث تقترب من خلال الموظفات اللونية والتشويهات للملامح للكشف عن انفعالات الماهية الكينونية ضمن اندراجات التفجر السيكولوجي, فهي تعيد تشكيل المعمارية البيولوجية للوجوه مثلما تطلق منظومات البعد الدرامي النفسي,وهذا يؤكد وعيها ان الصورة الفنية تتم خارج الكلمات او الخامات التي تستخدم في الفن فالخامات المستخدمة ليست سوى عناصر او عوامل تشكل هذه الصورة اما الصورة ذاتها فيتم ادراكها في ما بعد عن طريق الحدس ومن خلال التجريد التعبيري.

حسين الحسيني





ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...