الفنانة التشكيلية والكاتبة العراقية رؤى البازركان
في حوار مع الصحيفة من القاهرة
حاورها : فائز الحداد
غدا إسم الفنانة التشكيلية والكاتبة العراقية القديرة رؤى البازركان يشكل مهمازا مهما بين الأسماء الفنية والأدبية ليس في العراق فحسب بل وفي الوطن العربي أيضا وذلك لما قدمته من نماذج فنية اثيرة وما أسسته لنفسها من سجل كتابي يعزز إسمها في مجال الكتابة النسائية وهموم المرأة عموما .. هذه الأنسانة التي تحمل عطر اللون وأريج الحرف عرفتها في العراق قبل ما يقارب العقد عبر شظايا ألوانها وشلالات انزياحات اللوحة المفصحة في التعبيرعن همومها وهموم الناس وما يتصل بها من افراح واتراح في كل العوامل المحركة للحياة .. لقد عشقت شعرية اللوحة عند هذه الفنانة الشاعرة وأحببت إسلوبها في جنون الكتابة من حيث جرأتها وعمق موضوعاتها و جنان مخيالها الخصب ... رؤى البازركان الأنسانة والفنانة والأديبة حلت ضيفة عزيزة علينا في الرابطة العربية .. نقدمها لقرائنا في هذا اللقاء الذي سيكون محطة تواصل بينها وبيننا .
_ كتقليد التعارف الكتابي .. حدثينا عن البدايات ورحلتك مع عالم اللون ؟
شكلت الالوان في العالم المحيط بي منذ الطفولة تأثيرا على حاسة البصر عندي متخذة الحب في وضعها على الورق شفافية الطفولة وبساطتها العفوية ، كأي طفلة تحب الالوان والرسم ، ومن ثم اتخذت تجربتي مع الالوان منحى آخر مرتبط بمرحلة الشباب والتمرد على وضعي كفتاة في مجتمع شرقي يقمع المرأة وكانت اللوحة وسيلة تعبير عن رفضي لهذا القمع وفي مرحلة الدراسة الاعدادية رسمت لوحات تحمل مشاهد انسانية لنساء طالها القمع والقهر وكانت بالألوان الزيتية تحمل نفس الاسلوب المتبع في لوحاتي و محتفظة بها الى الان في مكتبتي ببغداد والتشجيع الاكبرالذي لاقيته كان من مدرستي لمادة الرسم الفنانة "نجاة بكي " في تعزيز الموهبة ليس فقط الرسم وانما الاسلوب والتفرد.
_ لم نتعرف عليك ككاتبة في العراق بل عرفناك كفنانة تشكيلية ..متى إبتدأت هموم الكتابة ، وماذا تشكل الكتابة بالنسبة اليك ؟
للكتابة مدخل آخر فهي ايضا وسيلة تعبير بالنسبة لي وكان التشجيع الكبير من الكاتبة الصحفية القديرة "هناء ابراهيم " حيث شجعتني ان اكتب عن الفن التشكيلي واختارت لي عنوان قراءة لوحة وقتها حينما كنت انجز عمل الماكيت في صفحات جريدة الجندر العراقية .. فكانت الكتابة عن الفن التشكيلي واللقاءات الصحفية مع الفنانات التشكيليات العراقيات وبعض المقالات عن المرأة والعمل لاني احتفي بالمرأة العاملة والتي تعتمد على جهدها ولاتكون تابع للاخر هي البداية لخوض الكتابة لكن الرسم والمعارض كانت المساحة الاكبر.الكتابة عندي تمثل مشهد لحالات حياتية تعاني منها مجتمعاتنا ومجالها اشعة ضوء على القضايا والمشاكل الاجتماعية التي تعاني منها المرأة والرجل وعلى وجه الخصوص المرأة القضايا القديمة الجديدة تعيد نفسها كل يوم بتفاصيل اصعب واسؤا وتجربة الاعداد وتقديم البرامج خاصة الاجتماعية عززت عندي مسؤلية الكتابة ولكوني احمل دبلوم الارشاد الاجتماعي وكباحثة اجتماعية وقريبة من هموم المرأة الاجتماعية والنفسية كتبت عن المرأة واشكالياتها من خلال ما تناولته في برامجي من قضايا ، وايضا من خلال الرسائل والاتصالات التي تردني وتحمل طبيعة هذه المشاكل ، فصارت الكتابة المحور المهم لتدوينها..
_ ما يخص العراق .. كيف ترين المشهد الثقافي والفني في ضوء الأحتلال الغاشم ؟
الثقافة تضم مجالات متعددة مابين الكتابة والفنون ..ومحاولات المثقفين مستمرة للحفاظ على ركائزهم رغم الاحتلال ، فلنشاطات والفعاليات الثقافية مستمرة ، ومحاولات المثقفين متواصلة للتوازن في هذا الضرف الصعب فهم في حالة تحدي، رغم ان الموت والقتل طال الكثيرين وخسرتهم الساحة الثقافية العراقية ، وأجد التشكيل خاصة الرسم والنحت دائما هو الأصدق بالتعبير عن روح الحقيقة.
_ هل إستطاع المشروع الثقافي الأمريكي أن يمحو الذاكرة الثقافية العراقية .. بمعنى هل التهم التنور الأمريكي مدونات الكلمة الرافدينية ؟
لاأظن يستطيع المشروع الامريكي ان يمحوا الذكرة الثقافية العراقية ممكن يعطلها يخدرها وهذا نتاج الوضع الحالي المؤلم فالانسان العراقي مأزوم بوجود الاحتلال ومشاهد الموت والدمار ، اضافة لمشهد التهجير القسري وتغير خارطة الانتماء الجغرافي والغربة ومشاقها، لكن تبقى روح الثقافة موجودة وفي اللاوعي مغروسة ، تطفئ تنور السياسة الامريكية ، واعتقد انها في حالة تأهب دائم لاي فرصة تحمل اجواء الامان لتفرض وجودها ، اما المثقف العراقي وان كان بعيد عن ارضه العراق استطاع ان يحفر وجوده بفكره الرافديني .
_ بعد الهجرة والأستقرار في أحدى دول الشتات .. ماذا تبقى لرؤى في العراق من ذكريات طفولة وإرث إنساني وتأريخ فني؟
الاستقرار للانسان مهم في تشكيل الجذر الفكري المسكون بالانجاز، والإرث الانساني متجذر احمله في رأسي اينما اكون و في القاهرة لازلت قريبة من الاجواء العربية لغة وثقافة ، وأي مكان يحل به الانسان يترك ذبذباته فهذا يكفي لان تتذكر المكان والزمان ويشدك الحنين للايام والسنين التي شكلت تكوينك وفكرك وعطاءك، ماتبقى هو ماقادم وكل شيء محله صندوق الذكرى والذكريات.
_ أهم المعارض التي شكلت نقطة مهمة في حياتك الفنية .. أين ومتى ؟
كل معرض هو نقطة تحول لأنه انجاز للاعمال و صقل للموهبة وتعزيز السعي للاستمرار وكل جدار وضع عليه عمل من اعمالي كان تحول ذهني مهم للتواصل مع المتلقي فالزمان والمكان متغيرات تتجدد والمهم ماذا نعمل ماذا نقدم .
_ ما جديدك في القاهرة على الصعيدين التشكيلي والكتاب ؟
انا في القاهرة منذ 2006 كل يوم هو جديد في اكتساب خبرات ، الحركة الثقافية هنا في نشاط مستمر ، مثقفين و كتاب وتشكيلين وفنانين متحركين ومنشغلين بكل جديد ، مجرد المتابعة لهم هو جديد لي، كان لي عام 2007 معرض شخصي قدمت فيه 40 عمل ومن ثم انشغلت في الاعداد والتقديم لبرنامجي لعبة الحياة وهذا الجانب الاعلامي مهم واضاف لي الجديد والمتجدد وتوسيع الافاق طول اقامتى في القاهرة ، ولم انقطع عن الرسم خاصة بالالوان المائية فهي يوميات اشتغل عليها لاواصل الاستمرار في تجسيد سكيجات تحاكي الاعمال قادمة.
_ لو أتيح لك المساهمة في رسم خارطة التشكيل في العراق .. ماهي الأولويات بالنسبة إليك ؟
التشكيل العراقي بفنانيه الرواد واعمالهم الخالدة تحمل خارطة عريقة ولو أتيح لي المساهمة في تشكيلها سيبقى الرواد الاوائل هم النبع الاصلي وهم الاساتذة الحاذقين ولكني اضيف اليهم اسماء عاشت بعيدة عن العراق وكان لهم بصمة مشرفة في الانجاز التشكيلي العالمي .
الرابط : http://www.aaclnews.com/(S(jrqtht45e5ejrp452bnjxbq3))/newsDet.aspx?news_id=2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق